قصة وعبر،فقير تزوج من امرأة وأنجبا طفلًا، اتفق مع امرأته على 20 عامًا من السفرالقصة كامله 👇👇


رجل فقير تزوج من امرأة وأنجبا طفلًا، فقرر الرجل السفر لطلب العيش، فاتفق مع امرأته على عشرين عامًا من السفر، وإذا زادوا يومًا واحدًا فإن المرأة حرة طليقة تفعل ما تشاء. واعدته زوجته بذلك وسافر وترك امرأته وولده الذي لم يبلغ شهرًا واحدًا..
سافر إلى إحدى البلدان حيث عمل في طاحونة قمح عند رجل طيب، وسر منه صاحب الطاحونة لنشاطه، وبعد عشرين عامًا قال لصاحب الطاحونة: لقد قررت العودة إلى البيت لأن امرأتي واعدتني بأن تنتظرني عشرين عامًا وأريد أن أرى ما الذي يجري هناك..

قال له صاحب الطاحونة: اشتغل عندي عامًا آخر أرجوك لقد تعودت عليك كما يتعود الأب على ابنه قال الرجل: لا أستطيع لقد طلبت الدار أهلها وحان الوقت كي أعود فقد مضى على غيابي عشرون سنة وإذا لم أعد إلى البيت هذا العام فإن زوجتي ستتركه، فأعطاه صاحب الطاحونة ثلاث قطع ذهبية

وقال له: هذا كل ما أملك خذها فإنها ليست بكثيرة عليك، أخذ الرجل القطع الذهبية الثلاث واتجه نحو قريته..

وفي طريقه إلى القرية لحق به ثلاثة من المارة كان اثنان من الشباب والثالث رجل عجوز، تعارفوا وبدأوا بالحديث بينما الرجل العجوز لم يتكلم ولو بكلمة بل كان ينظر إلى العصافير ويضحك، فسأل الرجل: من هذا الرجل العجوز؟ أجاب الشابان: إنه والدنا قال الرجل: لماذا يضحك هكذا ؟ أجاب الشابان: إنه يعرف لغة الطيور وينصت إلى نقاشها المسلي والمرح..

قال الرجل: لماذا لا يتكلم أبدا ؟ أجاب الشابان: لأن كل كلمة من كلامه لها قيمة نقدية قال الرجل: وكم يأخذ ؟ أجاب الشابان: على كل جملة يأخذ قطعة ذهبية قال الرجل في نفسه: إنني إنسان فقير هل
سأصبح فقيرًا أكثر إذا ما أعطيت هذا العجوز أبو اللحية قطعة ذهبية واحدة، كفاني اسمع ما يقول واخرج من جيبه قطعة ذهبية ومدها إلى العجوز فقال العجوز: لا تدخل في النهر العاصف وصمت، وتابعوا مسيرتهم قال الرجل في نفسه: عجوز فظيع يعرف لغة الطيور ومقابل كلمتين أو ثلاثة يأخذ قطعة ذهبية يا ترى ماذا سيقول لي لو أعطيته القطعة الثانية..؟؟
ومرة ثانية تسللت يده إلى جيبه واخرج القطعة الذهبية الثانية وأعطاها للعجوز قال العجوز: في الوقت الذي ترى فيه
نسورًا تحوم اذهب واعرف ما الذي يجري وصمت، وتابعوا مسيرتهم وقال الرجل في نفسه: اسمعوا إلى ماذا يقول كم من مرة رأيت نسورا تحوم ولم أتوقف ولو لمرة لأعرف ما المشكلة،

سأعطي هذا العجوز القطعة الثالثة بهذه القطعة وبدونها ستسير الأحوال..

وللمرة الثالثة تتسللت يده إلى جيبه وألقى القبض على القطعة الأخيرة وأعطاها للعجوز أخذ العجوز القطعة الذهبية وقال: قبل أن تقدم على فعل أي شيء عد في عقلك حتى خمسة وعشرون وصمت، وتابعوا الجميع المسير ثم ودعوا بعضهم وافترقوا وعاد العامل إلى قريته،

وفي الطريق وصل إلى حافة نهر وكان النهر يعصف ويجر في تياره الأغصان والأشجار وتذكر الرجل أول نصيحة أعطاها العجوز له ولم يحاول دخول النهر جلس على ضفة النهر واخرج من حقيبته خبزًا وبدأ يأكل وفي هذه اللحظات سمع صوتًا وما التفت حتى رأى فارسًا وحصانا أبيض، قال الفارس: لماذا لا تعبر النهر؟ قال الرجل: لا أستطيع أن أعبر هذا النهر
الهائج فقال له الفارس: انظر إلي كيف سأعبر هذا النهر البسيط وما أن دخل الحصان النهر
حتى جرفه التيار مع فارسه، كانت الدوامات تدور بهم وغرق الفارس، أما الحصان فقد تابع السباحة من حيث نزل وكانت أرجله تسكب ماءً، أمسك الرجل الحصان وركبه وبدأ البحث عن جسر للعبور ولما وجده عبر إلى الضفة المقابلة ثم اتجه نحو قريته،
ولما كان يمر بالقرب من شجيرات كثيفة رأى ثلاثة نسور كبيرة تحوم قال الرجل في نفسه: سأرى ماذا هناك.. نزل عن الحصان واختفى بين الأشجار وهناك رأى ثلاث جثث لها .مدة وبالقرب من الجثث حقيبة من الجلد ولما فتحها كانت مليئة بالقطع الذهبية.. كانت الجثث قطاع طرق سر قوا
في أثناء الليل أحد المارة ثم جاؤوا إلى هنا ليتقاسموا الغنيمة فيما بينهم،، ولكنهم اختلفوا في الأمر
وقتلوا بعضهم بعضًا بالمسدسات أخذ الرجل النقود ووضع على جنبه أحد المسدسات وتابع سيره..
في الغروب الأخير ليوم صعب، وصل الرجل إلى منزله، متأهبًا لدخوله. فتح الباب الرئيسي برفق، خطا خطواته الأولى في فناء البيت. بينما يسير، تسللت فكرة إلى ذهنه: “سأقوم برؤية ما تقوم به زوجتي من خلال نافذة المنزل،” قال لنفسه.
النافذة كانت مفتوحة، والضوء يتسلل من الغرفة الداخلية، كانت تلك صورة لا تُنسى. نظر من النافذة والمشهد الذي
ألقته عيناه كان مذهلًا: طاولة مركزة في وسط الغرفة، مغطاة بمجموعة صحون الطعام المتنوعة. ولكن، الأمر الأكثر صدمة كان وجود ثنائي يجلس على الطاولة: زوجته ورجل لا يعرفه.
ظهر الرجل كان متجهًا نحو النافذة، وبالتالي لم يتعرف عليه الزوج. الرعب غزا قلبه، وتساقطت
لأفكار في ذهنه، “أليست هذه الخيانة؟
ألم تتعهد لي، يا زوجتي، بأنك لن تتزوجي إلا بعد رحيلي؟ ومع ذلك، أنت الآن تعيشين في منزلي، وتخونينني مع هذا الرجل الغريب…”
هذه الأفكار
تطاردت في ذهنه، وهو يحاول أن يعيش هذا الواقع الجديد الذي يتعارض مع كل ما كان يتوقعه.في خضم الصدمة العميقة، شعر بالثأر يغلي في د مه، قام بتثبيت قبضته على المسدس الذي كان يحمله. كان ينوي توجيه المسدس نحو الداخل، لكنه توقف عندما تذكر نصيحة العجوز الثالثة، التي قالت له أن يعد حتى خمسة وعشرين قبل أن يقدم على أي فعل احمق.
“سأعد حتى خمسة وعشرين ثم سأطلق النار” همس لنفسه، وبدأ في العد. واحد… اثنان… ثلاثة…
أربعة…
بينما كان يعد، كانت حوارات تحدث داخل الغرفة. الرجل الذي برفقة زوجته بدأ الحديث، بينما يقول: “يا والدتي، غدًا سأغادر وأذهب في رحلة البحث عن والدي في هذا العالم الواسع.
من الصعب جدًا العيش بدونه، يا أمي.” ثم وجه سؤالًا كان كالصاعقة للزوج خارج البيت، “كم سنة مرت على ذهابه؟”
الأم، بصوت غائم بالحزن، أجابت: “عشرون سنة، يا ولدي.” ثم أضافت، “عندما سافر والدك، كان عمرك شهرًا فقط.”
تلك الكلمات أصا .بت الزوج بالذهول، الشخص الذي كان يعتقد أنه غريب، كان في الواقع ابنه الذي
لم يتعرف عليه.لقد اشتعلت في قلب الرجل شعلة الندم، حيث بدأ يتأمل في الكارثة التي كاد أن
يتسبب فيها. “لو لم أعد حتى خمسة وعشرين، لكنت قد خلقت مأساة لا تُطاق، ومن ثم أعيش في تعاسة لا نهاية لها” وبدأ يردد هذه الكلمات لنفسه في صمت.

وفي تلك اللحظة، صرخ من النافذة بصوت مليء بالعواطف المتضاربة، “يا ولدي… يا زوجتي… اخرجوا واستقبلوا الضيف الذي طال انتظاره.”

ثم أدرك أن الحكمة يمكن أن تكون مستخلصة من هذا الحدث الذي كاد يؤدي إلى الكارثة، وهي:

“يجب أن نفكر بعمق قبل أن نتخذ أي خطوة أو نقدم على أي عمل، لأن التسرع قد يكون له
عواقب وخيمة تعيش معنا حتى النهاية، وقد نندم على تلك الخطوات في النهاية.”بينما الرجل ينادي
زوجته وابنه من الخارج، يسترجع ذهنه الذكريات القديمة والحكمة التي تعلّمها اليوم. وقف هناك، يتأمل البيت الذي غادره منذ عقود، وهو يتذكر الحياة التي كانت تنتظره.
في الأثناء، الزوجة والابن، مذهولين ومتحيرين، خرجوا لاستقبال الرجل الغريب الذي كان يناديهم. وعندما رأوه، قامت الزوجة بالتعرف عليه بسرعة، وفي تلك اللحظة، امتزجت الفرحة والدموع والدهشة في عينيها. الابن، على الجانب الآخر، كان متحمسًا للقاء والده لأول مرة.

تدفقت الأحضان والدموع بينما يتبادلون القصص والذكريات، الرجل يدرك الأخطاء التي كاد يرتكبها بسبب عدم التفكير والتسرع. هذه اللحظة التي تجمعه بعائلته كانت تذكيرًا له بالحكمة التي تعلمها اليوم.

وفي نهاية القصة، يتذكر الرجل الحكمة القديمة التي علمها له العجوز الثالثة: “التفكير قبل العمل هو الطريق الأمثل لتجنب الأخطاء.” هذه الحكمة، التي كانت الدافع الرئيسي لتجنبه الكارثة، أصبحت جزءًا من حياته، وأدرك أنه سيعلمها لابنه أيضًا.

تذكّر هذا اليوم دائمًا، حيث كاد أن يقوم بأمر لا يمكن التراجع عنه بسبب الافتقار إلى التفكير الصحيح. وهو يتذكر هذه القصة كتذكير دائم بأن الحكمة والتفكير الصحيح قد ينقذنا من الأخطاء الفادحة.

أضف تعليق